منوعات

الخبير الدولي حاتم صادق: نجاح مخرجات برلين2 مرهون بإستبعاد الأجندات الإقليمية

كتبت: د. سمية النحاس

وصف الخبير الدولي الدكتور حاتم صادق ، الأستاذ بجامعة حلوان ، نتائج مؤتمر برلين2 بخصوص ليبيا بأنه خطوة مهمة في طريق عودة الإستقرار في هذا البلد الذي مزقته الحروب الأهلية والتدخلات الخارجية ذات الأغراض المشبوهة ، لافتا إلى ضرورة ان تضع الأطراف المشاركة نصب عينيها المصالح العليا لليبيا وشعبها والتخلي عن الأغراض الشخصية أو تنفيذ أجندات خارجية أو إقليمية تضر بإستقرار وآمن ليبيا خاصة على المدى البعيد .

وقال ، ان مؤتمر برلين 2 إكتفى بما يشبه إعلان المبادئ دون أن يحصل على وعود حقيقية من الأطراف المشاركة بضرورة العمل بصورة عملية في تحقيق الرهان الأساسي ، وهو ضمان أن يتم في 24 ديسمبر المقبل إنتخابات رئاسية وتشريعية التي وعدت الحكومة الإنتقالية برئاسة عبد الحميد الدبيبة بإجرائها .

وأشار إلى أن الإنقسامات بين الأطراف الليبية عادت لتظهر في الأسابيع الأخيرة بين السلطة في طرابلس والمشير خليفة حفتر في شرق البلاد ، حيث لايزال مسألة سحب القوات الأجنبية والمرتزقة الأجانب من البلاد نقطة مركزية إذ تغذي قوى خارجية بشكل واسع النزاع في ليبيا ، خاصة وأن تركيا تحفظت على مسألة خروج المرتزقة .

كما أن أنقرة كانت قد وعدت أثناء مؤتمر برلين الأول بسحب قواتها ومرتزقتها من ليبيا إلا انها لم تفى بوعدها وبدلا من ذلك سعت إلى ترسيخ هذا التواجد غير الشرعي عن طريق توطين الميلشيات المسلحة وعائلاتهم بالإضافة إلى منحهم إقامات دائمة .

وأوضح صادق ، انه حتى الآن لا يزال الخلاف حول القاعدة الدستورية التي ستُجرى عليها الإنتخابات الليبية قائما ، أن ليبيا تشهد في هذه الأيام مرحلة حاسمة ، بعد تصادم المواقف وتعقدها في أكثر من ملف ، وعلى رأسها فشل ملتقى الحوار في حسم الخلافات التي رفعتها اللجنة القانونية ، خاصة ما تعلق بإنتخاب رئيس الدولة بشكل مباشر أو عبر البرلمان ، وهو ما يثير المخاوف من أن تقود الخلافات ، إلى عرقلة المرحلة الإنتقالية .

خلال إنعقاد إجتماع أعضاء ملتقى الحوار إفتراضيا في 26 و27 مايو الماضي ، كان التوجه الأغلب للأعضاء المتدخلين في تأييد إنتخاب الرئيس عبر الإقتراع السري المباشر ، بينما فضل البعض إنتخاب الرئيس عبر البرلمان .

وأشار إلى انه حتى الآن لم تعلن البعثة الأممية بعد موعدا جديدا لإنعقاد جلسة ملتقى الحوار ، أو الآلية التي سيتم بها حسم هذا الخلاف سواء عبر الإنتخاب أو البحث عن توافق لم يتحقق بعد ، بالإضافة إلى عدم حسم ملف المناصب السيادية ، حيث يسعى تنظيم الإخوان الإرهابي إلى إقصاء بعض الوجوه من الإستحقاق المقبل على غرار قائد الجيش المشير خليفة حفتر ، بالإستناد إلى بعض البنود المطروحة في مسودة الدستور الحالية .

حذر الدكتور صادق ، مجددا من تأزمن مسيرة الحوار السياسي في ليبيا بسبب ما وصفه بمحاولة بعض أطراف ” الإسلام السياسي” المدعومة خارجيا من تمرير أجندات غير وطنية لعرقلة خريطة الطريق الهادفة لعودة الإستقرار والهدود إلى الدولة الليبية .

وقال ، ان إجراء الإنتخابات المقررة في 24 ديسمبر المقبل ، أصبح يواجه الكثير من العراقيل بما يهدد الوصول إلى الأسس اللازمة لبناء توافق ليبي- ليبي حول القواعد الدستورية لإستكمال العملية السياسية في البلاد ، لافتا إلى ضرورة وضع خطة واضحة المعالم تشمل تدابير لبناء الثقة والأمن والمصالحة الوطنية بين مختلف الفرقاء قبل الوصول إلى المربع ” صفر ” وعودة العنف إلى الشارع الليبي .

ودعا صادق ، الأطراف الليبية إلى ضرورة الإحتكام إلى العقل وتغليب لغة التفاوض وإعلاء المصالح العليا والقومية للبلاد فوق المصالح الشخصية ، مطالبا جميع المشاركين في الحوار بضرورة الإلتزام ببنود الإتفاق السياسي ، وأن تتركز المناقشات على القاعدة الدستورية للإنتخابات على النحو الذي توصلت إليه اللجنة القانونية المنبثقة عن الملتقى في الثالث من مايو الجاري ، مشيرا الي انه لن يكون هناك أي فائز في حال فشل “ملتقي الحوار الليبي” في تحقيق النتائج المرجوة منه .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى