منوعات

محمد السعيد يكتب.. “التصويت إلكترونياً” وقاية من كورونا وضرورة لمواكبة التطور التكنولوجي

أعتقد أنه كان من الواجب على السادة المسئولين والمعنيين بأمر العملية الإنتخابية وخاصةً في هذه الظروف التاريخية التي يمر بها الوطن ، من إستكمال الخريطة التشريعية بغرفتيها (مجلسي الشيوخ والنواب) وبحسب التعديلات الدستورية الأخيرة التي أوجبت عودة الغرفة الثانية للحياة النيابية المصرية والمتمثلة في مجلس الشيوخ ، فكان لابد من مراعاة أن العالم من حولنا لايزال يعاني من جائحة كورونا ونحن في مصر جزء من هذا العالم . حيث اجتاح هذا الفيروس بلادنا منذ شهور ولاتزال الدولة تبذل الجهود للسيطرة عليه والحد من إنتشاره ، إذ كان لابد من التفكير ملياً في الحرص على إختراع البدائل التي تقي الناس وبخاصة “الناخبين” من الإصابة بفيروس كورونا المستجد (Covid 19) ، فبدلاً من التكدس أمام اللجان في أوقات الذروة أثناء العملية الإنتخابية والذي من الممكن إذا ما تم إتباع الإجراءات الإحترازية الوقائية التي أوصت بها مؤسسات الدولة المعنية كما يجب ، أن يكون هذا التصويت اليدوي سبباً في عودة إنتشار هذا الفيروس مرة أخرى ، فكان من الواجب ونحن في زمن الحكومات الذكية أن يكون لأساليب التكنولوجيا الحديثة دور في الحيلولة دون إنتشار هذا الفيروس ، وأن يكون التفكير في إستحداث أساليب جديدة تواكب العصر الحديث هو الشغل الشاغل لأعضاء الحكومة والقائمين على أمر الإنتخابات ، حيث أنه كان يجب الوضع في الإعتبار وبقدر الإمكان التفكير في إستحداث طرق للتصويت في أي عملية إقتراع كأن يكون التصويت إلكترونياً عبر شبكة الإنترنت وأن يكون متاحاً عبر تطبيقات خاصة بعملية الإنتخابات يقوم من خلالها الناخب بالإدلاء بصوته في سهولة ويسر وأمان ، كلٌ من محل إقامته أو من منزله أو حتى من داخل مقر عمله ، ومن خلال هاتفه المحمول أو جهاز الكمبيوتر ، على أن يراعى في ذلك سلامة عملية التصويت بالإعتماد على تقنية الكشف عن “بصمة الناخب” وحتى لا يتم التلاعب بالأصوات كالتزوير مثلا ً.

ولأن كل مواطن له بصمة مسجلة بمصلحة الأحوال المدنية فيتم عمل تطابق لبصمة كل ناخب يستطيع الإدلاء بصوته عبر التطبيقات الإلكترونيه التي يتم إقتراحها ، على أن يراعى في التصويت اليدوي بأن يكون متاحاً لمن لديه عذر قهري كالأشخاص من ذوي الإعاقة كمن لديه بتر في يديه مثلاً أو من لا يقوى على إستعمال الحاسب الآلي أو الهاتف المحمول وذلك بعد التثبت والتحقق من شخصيته .

وأرى أن في عملية التصويت الإلكتروني إذا فُعلت بشكل صحيح من الفوائد العظيمة التي تعود على الدولة والمواطن “الناخب” ، حيث ستحقق كثافة في التصويت ومن ثمَّ توفير الوقت والجهد وقلة النفقات الهائلة التي يتم رصدها من الميزانية العامة للدولة للإنفاق على العملية الإنتخابية ، والأهم هو الحفاظ على صحة المواطنين والوقاية من العدوى بأي من الأمراض التي من الممكن أن تنتقل من شخص لآخر عبر التقارب ، لاسيما فيروس كورونا المستجد ، وعدم تعطيل أو شغل حيز كبير من مؤسسات الدولة التي يتم تحديدها لإجراء عملية التصويت بها كالمدارس مثلاً .

وفيما يخص الناخبين المصريين أو المقيمين بالخارج فإن عملية الإقتراع الإلكتروني ستكون أسهل وأسرع لهم من عملية التصويت من خلال الذهاب إلى مقر السفارة أو التصويت عبر البريد ، كما ستوفر عليهم الوقت والمجهود .

لذا فكان لزاماً علينا ومصر كدولة واعدة في ظل قيادة رشيدة متمثلة في شخص الرئيس عبد الفتاح السيسي ، حيث أصبحنا نمتلك مقومات الدولة الحديثة ولدينا حكومة ذكية أن نواكب التطور التكنولوجي الهائل والحاصل في العالم من حولنا ، مايجعلنا في مصاف الدول المتقدمة ، فمصر كانت من أوائل الدول في المنطقة العربية والشرق الأوسط وأفريقيا التي أطلقت الأقمار الصناعية بداية من النايل سات (١٠٣،١٠٢،١٠١) ، وإيجيبت سات (٢،١، A) ، وكيوب سات ، وآخرها كان القمر الصناعي المصري الأول في مجال الإتصالات “طيبةسات – ١ ” ، والذي أطلق في شهر نوفمبر الماضي ٢٠١٩م ، ويعد ثالث قمر صناعي مصري التصنيع ، ويأتي إطلاق هذا القمر تماشياً مع تحقيق استراتيجية التنمية المستدامة لمصر “2030 ” للنهوض بالوطن في شتى المجالات .

ورسالتي لكل مسئول حريص على رفعة بلادنا والإرتقاء بمستوى الخدمات التي تقدم إلى الموطنين ، والحرص على سلامتهم ، عدم تفويت فرصة اللحاق بركاب الدول المتحضرة وإقرار التكنولوجيا كأحد أهم وسائل العلم الحديث في حياتنا ، فالفرصة لم تفوتنا بعد .. إذ أننا ننتظر أحد أهم الإستحقاقات الهامة في تاريخ مصر التشريعي وهي إنتخابات مجلس النواب المقبلة ، فلنُعمل العقل ولنأخذ بأسباب النجاح ولنبدأ في تفعيل فكرة “التصويت الإلكتروني” وقاية لشعبنا وتحقيقاً لمفهوم الدولة المتقدمة .

حمى الله مصر وشعبها من كل مكروه .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى