منوعات

شيكا بيكا في الميكانيكا

بقلم: أ.د. عصام قمر
المركز القومي للبحوث التربوية والتنمية
ورئيس الهيئة العامة لتعليم الكبار سابقا

يبدو أنها عزبة يتم إدارتها بالهوى الشخصي ، و ليست وزارة لها آليات إدارية تنظم العمل بها من أجل تحقيق أهداف منشودة وضعتها الدولة…كيف يتم وضع سؤال خطأ في إمتحان مادة الميكانيكا بالثانوية العامة و يمر الأمر هكذا مرور الكرام ، و يكتفى بأن يعلن أنه سوف يتم تحويل المسئولين عن ذلك إلى التحقيق ، و في نهاية التحقيق يتم مجازاة المخطيء بأقل درجة عقوبة مثل لفت النظر أو التأنيب أو ما شابه..

من المعروف أن ورقة الامتحان هذه تمر على عدة لجان أو مسئولين متخصصين لمراجعتها و التأكد من صحتها و مراعاتها لمعايير علمية و فنية معينة يعرفها المتخصصون و المختصون تمام المعرفة ، و من المعروف أيضا أن هناك نموذج إجابة لهذه الورقة الامتحانية…معنى أن تمر هذه الورقة على كل هؤلاء دون أن يكون بينهم شخص واحد يكتشف هذا الخطأ.. معنى هذا أن العملية كلها من اولها إلى آخرها ( تهريج) و انها لم تأخذ الإهتمام الكافي لهذا الامتحان( الثانوية العامة) و هو الأخطر و الأهم في حياة الطالب المصري، و انه يتم تناولها بقدر كبير من الاستخفاف و الاهمال، أو أن هناك خطأ جسيم في إختيار المسئولين عن وضع هذا الإمتحان، و أن الأمر بالنسبة للكثيرين ممن يتم اختيارهم لهذه المهام الرفيعة غير متخصصين و يفتقدون المهارات اللازمة لذلك العمل، و أن الأمر بالنسبة لهم مجرد (سبوبة) يحصلون بها على مكافآت مالية لا بأس بها .

و الأمر الذي يثير المزيد من الدهشة أكثر في هذا الموضوع و اتمنى أن أعرفه و يشترك معي الكثيرون في هذا، هو ما نموذج الإجابة لهذا السؤال الخطأ الذي وضعه المسئولون عن نموذج الإجابة؟ هل وضعوا له إجابة خطأ كما فعلوا في السؤال ذاته؟ أم لم يضعوا؟ أم أنهم كانوا سيخبرون الرأي العام بأن هذا سؤال تفكير يجيب عليه الطالب كما يتراءى له؟
ختاما..إن ما حدث من خطأ في هذا الموضوع هو نموذج لسلسلة من الأخطاء المستمرة التي لابد من التوقف عندها وقفة جادة تستوجب إعادة النظر في المسئول عن هذه الوزارة المسئولة عن ٢٢ مليون من أبنائنا هم زهرة شباب الأمة و رجال المستقبل .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى