منوعات

أصغر فنانة تشكيلية فى العالم.. قصة روان ذات الـ4 سنوات

كتبه : محرر جريدة اليوم



عيناها تشع ذكاء ممزوج بالبهجة والحيوية والنشاط، ضحكتها البريئة لها طابع خاص، أناملها الصغيرة تعزف أجمل الألحان بالفرشاة والألوان، عندما قالت لوالدها “سيبنى يا بابا لما برسم بحس إني في عالم تاني” أثبتت للجميع أنها فنانة تعيش حياة خاصة عندما تلمس يدها فرشتها.


في الثامن من شهر ديسمبر 2018 وضعت الطفلة ذات الـ4 سنوات خطواتها الأولى كفنانة حقيقية، حينها افتتحت الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة معرض الفنانة التشكيلية “روان جاسر” وأبهرت لوحاتها جموع الحاضرين.

 

داخل مرسم صغير مملوء بلوحات فنية وعلب الألوان، تجلس سيدة في العقد الثالث من عمرها ترسم لوحة من الفن التشكيلي، بجوارها طفلتها ذات السنة والنصف تلهوا يمينًا ويسارًا، حتى جذبتها الألوان فأمسكت بفرشاة كانت ملقاة بجانبها وبدأت في إخراج ما بداخلها على لوحة من قماش”التوال” فكسرت الطفلة صمت اللوحة البيضاء بخطوط من ألوان مبدعة، ومنذ تلك اللحظة أيقنت الأم أن هناك مولد فنانة تشكيلية جديدة داخل العائلة وكما يقول المثل “ابن الوز عوام” فالأم ريهام محمود فنانة وناقدة تشكيلية، والأب جاسر خورشد فنان نحات، والجد فنان تشكيلي، طوال هذه السنوات رسمت “روان” ما يقارب من 50 لوحة فنية منهم 42 زينت بهم جدران معرضها .

 

رغم شهادتها المجروحة في لوحات ابنتها تقول الناقدة والفنية التشكيلية “ريهام محمود” والدة الطفلة “روان”، أن إعجاب الفنانين التشكيليين الكبار بلوحات “روان” رغم صغر سنها لم يأتي من فراغ؛ فهي حريصة على تكامل سطح لواحتها من تركيب، توازن، ألوان وهذا يدركه الفنان بعد دراسة طويلة كما أنها تستخدم ألوان جريئة؛ وتتقن فكرة مكملات اللون في سنها الصغير وهذا يظهر بوضوح في لوحتها، فتجد اللون نقى واضح ناصح وصريح ومنسجم، والمدهش في الأمر رفضها لمشاركة أي مننا في لوحاتها فهي صاحبة القرار الأول والأوحد في رسوماتها؛ ما علينا هو إتاحة الوقت والخامات.

 

من بين كلمات كثير قالتها الطفلة ذات الأربعة أعوام التقطنا تلك الأمنية والحلم الذي يراودها، أن تكون فنانة تشكيلية مشهورة مثل أمها .

 

“روان” أخرجت ما بداخلها في بدايات موهبتها؛ فأي إنسان لديه هواية يخرج شحنته الانفعالية في الفترة الأولى من حياته وهذا ما فعلته طفلتي، هذا ما قاله “جاسر جورشد” والد “روان” وتابع: لذلك احتفظت بلوحاتها حتى أصبحت قادرة على التواصل مع الآخرين ومدركة ما تفعله إلى حد ما، فبعد سنتان ونصف من ظهور موهبتها في الرسم التشكيلي قررنا افتتاح معرضها والذي أطلقنا عليه اسم “تحت الرابعة” ولبى دعوتها فنانين تشكيلين كبار منهم إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة؛ وأشادت بشغل “روان” ودعمتها وتبنت موهبتها وأكدت على أن معرض ابنتي سيطوف محافظات مصر كافة لنقل تجربتها إلى الأطفال الآخرين  وسيشارك في معارض عالمية قريبًا.

 

يقول أحمد الجنيني رئيس أتيليه القاهرة وفنان وناقد تشكيلي أن لوحت “روان” أحسن من شغل فنانين كثيرين نعرض رسوماتهم داخل الأتيليه.

 

أما شادية القشيرى ناقدة وفنانة تشكيلية قالت عن طفلتي أنها غيرت مفهوم رسوم الأطفال وكسرت القواعد الأعراف نعرفها عن رسومات من في سنها، كما أنها كسرت كافة القواعد المألوفة .

 

واحتفل بها دكتور محمد الشيمي رئيس مجلس إدارة الجمعية العامة للمعاهد القومية وأشاد بمعرضها وأكد على دعمها ودعم كافة الأطفال الذين لديهم مواهب أخرى مثلها، وأمر تيسير كافة الإمكانيات لسهولة اكتشاف تلك المواهب، وقدم لها هدية “استاند واسكتش رسم ” .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى