صحة و جمال

التقرير الأول لـ “مرصد مصر لمكافحة التبغ” يكشف حيل الصناعة لتحسين السمعة

كتبت: د. سمية النحاس

أصدر المرصد المصري لمكافحة التبغ ، التابع لجمعية مكافحة التدخين والدرن وأمراض الصدر بالقاهرة ، تقريره الشهري الأول ، وتضمن معلومات محدثة عن الأنشطة والتطورات في صناعة التبغ ، والتي يمكن أن يكون لها تأثير على سياسات مكافحة التبغ ، والتي تم رصدها بالتعاون بين المرصد ومنظمة الصحة العالمية، بدءا من انطلاقه في 22 ديسمبر 2020 .

ويعرض المرصد على موقعه الإلكتروني www.egypttobaccoobservatory.com
المعلومات المحدثة ليتسنى للمهتمين متابعتها ، ورصد عدد من القضايا في الفترة الماضية ، أهمها المبالغة في الأهمية الاقتصادية لصناعة التبغ ، حيث تدعى شركات السجائر أنه بغض النظر عن العواقب الصحية للتدخين ، فإنه يعد أمرًا بالغ الأهمية لاقتصاد الدولة ، وأنه بدون صناعة الدخان وتوزيعه وبيعه ، سيعاني اقتصاد الدولة من عواقب اقتصادية مدمرة ، منها فقد الوظائف ، وانخفاض الدخول وعائدات الضرائب .

وواجه المرصد هذه المزاعم ، في مؤتمر إطلاق الموقع الإلكتروني لمرصد مصر لمكافحة التبغ ، من خلال التغطية الاعلامية ، التي تضمنت معلومات حول تلك الصناعة وآثارها المدمرة ، وعرض فيديو بعنوان “انكشفت حيل وتكتيكات شركات التبغ” ويوضح فيه الدكتور أحمد المنظري ، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط ، كيف تستخدم دوائر صناعة التبغ حيلًا وتكتيكات مختلفة لجذب الشباب لمنتجاتهم .

وقال د. عصام المغازي ، رئيس جمعية مكافحة التدخين والدرن وأمراض الصدر بالقاهرة ، أن المرصد استعرض تقرير مؤشر تدخلات شركات التبغ في مصر لعام 2019 ، والذي أعدته جمعية مكافحة التدخين والدرن وأمراض الصدر بالقاهرة ، بالتعاون مع مكتب منظمة الصحة العالمية في مصر ، وسلط الضوء على مدى قدرة الحكومات ، على مقاومة الجهود المدمرة لصناعة التبغ ، وكيف تتصدى الحكومات لهذا التأثير .

وعرض تقرير جمعية مكافحة التدخين والدرن وأمراض الصدر بالقاهرة ، أن التدخين يعد مشكلة صحية واقتصادية خطيرة ، تحتاج لتضافر الجميع ، ولذلك سوف يقوم المرصد بتقدير وتكريم الأفراد أو المنظمات ، لإنجازاتهم في مجال مكافحة التدخين تحت شعار “لوحة الشرف” ، والتي بدأها بتحية لمجلس الوزراء المصري ، على تمسكه بقرار حظر تقديم الشيشة في المقاهي والمطاعم ، رغم ضغوط دوائر صناعة واستهلاك التبغ لإلغاء هذا القرار .

وقال د. عصام المغازي ، كما استحدث المرصد خدمة “بلغ عن مخالفة” ، والتي يطلب فيها من متابعيه والمهتمين ، رصد مخالفات شركات التبغ وأساليبها الملتوية للتغلب على قوانين مكافحة التدخين ، وإرسال ذلك موثقا عبر الموقع الإلكتروني ، وعرض نموذجا للمخالفات ، ومنها ظهور إعلان صريح عن أحد أنواع السجائر خلال عرض أحداث فيلم “جريمة إلا ربع” إذ تتركز أحداث الفيلم لمدة 4 دقائق ، فى موقع تصوير واحد تم وضع إعلان لهذه السجائر على جانبيه ، ولذلك طالب المرصد الجهات المعنية بالرقابة على المصنفات الفنية بالانتباه لهذا النوع من الاعلان الذي ينتهك قوانين مكافحة التدخين .

وأشار التقرير الشهري الأول للمرصد ، إلى أضرار التدخين الإلكتروني ، ومناقشة الموضوع من كافة جوانبه في مؤتمر سابق للجمعية بعنوان “التدخين الإلكتروني.. نظرة موضوعية” ، بحضور ممثلي الصحة العالمية ، ووزارة الصحة ، ومبادرة مكافحة التبغ ، وأساتذة الصدر .

ولفت إلى أن شركات السجائر تستغل مشروع التأمين الصحي لتحسين صورتها ، فمثلا تنشر أخبار تبرز مساهمتها في التمويل ، علما بأن قانون التأمين الصحي الشامل حدد مصادر التمويل ، والتي تتكون من 9 موارد تتنوع بين الاشتراكات والمساهمات والرسوم المفروضة على المواطنين والتبرعات والهبات ، وصلت الدعاية الهدامة إلى القول أنه “بشرائك علبة سجائر فإنك تعالج مواطنا آخر بالمجان” .

وقال د. عصام المغازي ، أن شركات السجائر استغلت جائحة كورونا ، حيث ادعت إحداها تطوير لقاح مضاد للفيروس مصنوعا من نباتات التبغ ، بل ودعمت إعداد دراسة فرنسية ادعت أن المدخنين أقل عرضة للإصابة بفيروس كورونا ، وأنه يمكن للنيكوتين أن يحمى المدخنين من فيروس كورونا ، الدراسة التي لم يبين المركز التي أجراها حتى الآن منهجها في البحث والاستنباط ، وصنفها كثيرون على أنها أخرجت لخدمة أباطرة صناعة السجائر ، نظرا لصغر حجم الدراسة .

وفي مصر أطلقت احدى المؤسسات بالتعاون مع احدى شركات السجائر مبادرة تحمل عنوان “معا لغد أكثر اشراقا” ، تستهدف توفير المواد الغذائية الأساسية للأسر الأكثر احتياجا ، التي تضررت نتيجة تداعيات فيروس كورونا ، كما حاولت إغراء المستهلكين بمواصلة الشراء من خلال توصيل منتجاتها إليهم مجانا في منازلهم خلال فترة الحجر الصحي .

وأكد التقرير الشهري الأول لمرصد مصر لمكافحة التبغ ، أن التقرير العالمي لمؤشر تدخلات شركات التبغ لعام 2020 الصادر مؤخرا ، يسلط الضوء على مدى قدرة الحكومات على مقاومة الجهود المدمرة لصناعة التبغ ، وكيف تتصدى الحكومات لهذا التأثير ، وألقى الضوء على قرار إدارة الغذاء والدواء الأمريكية بشأن جهاز التبغ المسخن ، واعتباره كمنتج تبغ معدل ، والمخاطر المحيرة التي تخلق مجالا لسوء التفسير ، وتفضح الخدع العالمية التي تستخدمها الشركة المستفيدة والتي تصور هذا القرار على أنه مكسبا للصحة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى