أخبار

«بناتي».. 10 سنوات مأوى آمن لمحو ظاهرة «فتيات الشوارع»

كتبه : محرر جريدة اليوم

اشترك لتصلك أهم الأخبار

«أعيش هنا مع أخواتي».. كلمات تقولها طفلة في التاسعة من عمرها قبل أن تسرد وقائع يومها في مؤسسة «بناتي»، حيث تمارس أنشطة متنوعة من رسم وخياطة وزراعة وعزف الموسيقى وصناعة الحلي والرياضة، لتكتشف فيما بعد أنها تعني أخواتها في المؤسسة، حيث لا تربطهن القرابة والدم غالباً بقدر ما يربطهن الأمل في مستقبل أفضل، ورغبة قوية في نسيان ماض قريب اسمه «أطفال الشوارع».

بدأ العمل في المؤسسة سنة 2009، وفي مجلس إدارتها متطوعون من خلفيات وتخصصات متنوعة، ويكمل بعضهم بعضاً، كما تقول د.هنا أبوالغار، رئيس مجلس أمناء المؤسسة.
وتضيف في تصريحات لـ«المصري اليوم»: «لدينا مركز استقبال في الملك الصالح بمصر القديمة يستقبل الفتيات من ليس لهن مأوى، وحتى أطفالهن في بعض الحالات، ويفتح ملفا باسم الفتاة، ويشمل دراسة وافية بمشكلاتها النفسية والاجتماعية، ووضع خطة متكاملة لتعليمها وتأهيلها اجتماعياً ونفسيًا، والطرق والحلول الممكنة لإعادتها لأهلها، خاصة أنهن يكن مصابات بما يسمى (كرب ما بعد الصدمة)».
المرحلة التالية كما توضح «أبوالغار» تنقل الفتيات إلى مقر المؤسسة الرئيسي والدائم في هرم سيتي بمنطقة السادس من أكتوبر وتقول: «لدينا حالياً حوالي 200 فتاة، تتراوح أعمارهن بين 3 سنوات و18 سنة، ونوفر للفتيات الأكبر من 18 سنة فرص عمل».
وبحسب رئيس مجلس أمناء «بناتي»، تقيم 6 فتيات في كل غرفة، ومعهن مشرفة، وتشمل الخدمات المقدمة لهن أماكن للنوم والاستحمام ووجبتان يومياً وورشا تأهيلية وإنتاجية. وخدمت المؤسسة قرابة 650 فتاة، و50 فتى من أشقائهن، وتم توزيعهم على أماكن أخرى مخصصة للفتيان.
وتضيف: «بعد دراسة الحالات إذا كان يمكن أن تعيش الفتاة بشكل مستقل نوفر لها مكان للإقامة، وتم تسكين 50 فتاة في أماكن محيطة بالمقر، ونطمئن عليهن باستمرار لحمايتهن وأطفالهن من البقاء في الشارع».
وسوف تقيم شركة فودافون مارثون لدعم المؤسسة، الأسبوع المقبل، السابعة صباح الجمعة، الأول من فبراير، ويتوقع مشاركة قرابة 3000 فرد وينطلق من حديقة الحرية في الزمالك، ويمتد لمسافة 8 كيلومترات.
وتوضح «أبوالغار» أن للمؤسسة مقرا للإقامة المؤقتة في إمبابة يسع 12 فتاة، مخصص لمن تعرضن لانتهاكات شديدة، خاصة أنهن يحتجن علاجا نفسيا يمتد من 6 شهور إلى سنة، وتصعب إقامتهن مع باقي الفتيات في مقر الإقامة الدائمة. وتؤكد أن التعرض للانتهاكات والعنف السبب الأكثر شيوعاً، يليه الفقر، في حالات فرار الفتيات من أسرهن إلى الشارع.
وتؤكد «أبوالغار» أن تعليم الفتيات أولوية للمؤسسة، وذلك بحسب حالة كل فتاة، ويتم توفير التعليم لهن من خلال المدارس الحكومية والنموذجية المحيطة بالمقر، ومدرسة تقوية داخلية لمحو الأمية، ومدرسة مجتمعية تابعة لمؤسسة أخرى، و4 حضانات.
وتحرص المؤسسة على عدم الإضرار نفسياً بالفتيات، أو حتى تذكيرهن بما مررن به، ولا يخلُ الأمر من قصص نجاح، انخرطت بطلاتها في المجتمع، دون رغبة في النظر إلى الوراء لمتابعة ما كن عليه من قبل في الشارع، وإحدى الفتيات تدرس حالياً في معهد عالٍ، وتخرجت أخرى ويتم تأهيلها لتصبح مشرفة في المؤسسة، وأخرى تدرس حالياً في كلية الآداب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى